وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (١١٥) وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى (١١٦) فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى (١١٧)
____________________________________
الأنبياء معصومون عن كل الخطأ والنسيان (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) أي تصميم رأي وثبات أمر ، أو المراد أنه لم يكن من الأنبياء أولي العزم ، وهم خمسة : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد عليهمالسلام.
[١١٧] وإذ جاء ذكر من آدم عليهالسلام ناسب السياق بيان قصته ، كما قال سبحانه : (كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ) (١) ولأنه بدء الخلقة ، وبعد ذلك يأتي الختام ، ليناسب الجو العام للسورة ، التي هي حول العقيدة.
(وَ) اذكر يا رسول الله (إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ) قولا لفظيا ، بخلق صوت سمعوه ، أو إلهاما ونقرا في القلب ، والملائكة مشتقة من «ألك» بمعنى الرسالة ، وسموا بذلك لأنهم رسل الله سبحانه في أوامره وتبليغاته (اسْجُدُوا لِآدَمَ) إذا سويته ونفخت فيه من روحي (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) فإنه (أَبى) وامتنع من السجود كبرا وطغيانا.
[١١٨] (فَقُلْنا يا آدَمُ) أي قلنا لآدم بعد كبر الشيطان عن سجدته (إِنَّ هذا) الشيطان (عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ) حواء ، يريد بكما الشر والخديعة فلا تغترا به واحفظا أنفسكما عن كيده ومكره (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ) أي لا يكون سبب خروجكما من الجنة بأن تطيعاه فيما نهى الله سبحانه ـ نهي تنزيه ـ ليكون مصيركما الخروج (فَتَشْقى) أي فتقع في
__________________
(١) طه : ١٠٠.