اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١) ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ
____________________________________
[٢] (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) الاقتراب : افتعال من القرب ، يعني قرب وقت حساب الناس ، والمراد به إما القبر ، وإما الموت فإن كليهما قريب وإن ظن الإنسان بعدهما ، ولذا قال الرسول : بعثت أنا والساعة كهاتين ـ وأشار بإصبعيه ـ (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) عن الساعة لا يستعدون لها ولأهوالها بالأعمال الصالحة (مُعْرِضُونَ) عن التذكر والاستعداد.
[٣] (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) أي جديد ، كالآيات التي تنزل ، والأحكام التي توحى ، لأجل تذكيرهم وإرشادهم (إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) مجرد سماع بآذانهم (وَهُمْ يَلْعَبُونَ) مشغولون باللعب ، لا يبالون بالذكر ، فإن الدنيا لعب ولهو.
[٤] في حال كونهم (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) أي أن قلوبهم في لهو ، وهو مقابل الجد ، فآذانهم تسمع ، وقلوبهم لا تطيع (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) أي إن الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان ، أخذ يناجي بعضهم بعضا في شأن القرآن والرسول يقولون (هَلْ هذا) النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ)؟ استفهام إنكاري ، أي ليس الرسول إلا أحد أفراد البشر فكيف يدعي النبوة؟ وكيف يؤمن به الناس ، والحال أنه ليس من الملائكة حتى يليق بهذا المنصب الذي يدعيه ، ثم أرادوا زيادة تنفير الناس عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بقول بعضهم لبعض (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ) أي