وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٤) بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ
____________________________________
كيف تقبلون السحر الذي أتى به محمد ، وتأتون بمعنى تذهبون إلى السحر (وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) والحال أنتم ترون أنه سحر.
[٥] (قالَ) رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في جواب هؤلاء ، وكان الإتيان بالفعل الماضي لإشعارهم بعدم أهمية إشكالهم ، فإذا أشكل عليك إنسان تقول : قلت لك سابقا ، تريد أن هذا الإشكال ليس بالجديد ، وإنما قد أكل الدهر عليه وشرب (رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ) أي يعلم كل ما يقال حول القرآن والرسول ، في جملة سائر الأقوال التي يعلمها (فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فأين ما كان القول يعلمه ولا يغيب عنه ، وهذا كالتهديد ، بأن أقوالهم محفوظة سيجازون عليها (وَهُوَ السَّمِيعُ) لأقوالهم التي يتناجون بها (الْعَلِيمُ) بأفعالهم وضمائرهم.
[٦] إنهم ما آمنوا بالرسول والقرآن (بَلْ قالُوا) حول القرآن إنه (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) أضغاث جمع ضغث ، وهو : الخلط من الشيء ، والأحلام جمع حلم ، وهو : المنام ، يعني : إن الرسول يرى في المنام أحلاما مضطربة فيلفقها ويصنعها قرآنا (بَلْ) قال بعضهم (افْتَراهُ) فليس الله نزل شيئا وإنما هو يكذب على الله سبحانه في نسبة القرآن إليه (بَلْ) قال جماعة (هُوَ) أي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (شاعِرٌ) وأن القرآن شعر ، فقد كان القرآن بهرهم لا يدرون ماذا يقولون حوله ، فمرة يقولون حلم ، وأخرى كذب عن عمد ، وثالثة شعر ورابعة سحر وهكذا (فَلْيَأْتِنا) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إن كان صادقا (بِآيَةٍ) خارقة تدل على صدقه ، كما زود