كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (٥) ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (٦) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٧)
____________________________________
موسى بالعصا ، وصالح بالناقة وهكذا (كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) من الأنبياء عليهمالسلام بمثل هذه الآيات.
[٧] وقد أجابهم الله سبحانه في طلبهم هذا بأنه (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ) أي أهل قرية (أَهْلَكْناها) لتكذيبها الأنبياء عليهمالسلام ، بعد ما أعطيناهم الآيات المقترحة ، كما أرادوها (أَفَهُمْ) أي فهل بعد أولئك هؤلاء المقترحون (يُؤْمِنُونَ)؟ كلا إنهم كالأمم السابقة ، لا يؤمنون وإن أرسلنا إليهم مثل تلك الآيات ، فإن الإنسان نوع واحد ، وما كان عليه السابقون هو الذي يكون عليه اللاحقون ، فإن أرادوا الحجة فقد تمت عليهم ، وإن أرادوا العناد ، فالمعاند لا يؤمن مهما كان.
[٨] أما ما ذكروا من أنك بشر وكيف يكون البشر رسولا؟ فإن الأنبياء عليهمالسلام السابقين أيضا كانوا بشرا (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ) يا رسول الله (إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) فهم بشر يمتازون عن سائر الناس بما أوحى إليهم (فَسْئَلُوا) أيها الكفار المجادلون (أَهْلَ الذِّكْرِ) أي أهل الكتاب ، ويسمون بأهل الذكر ، لأن الكتاب يسمى ذكرا ، حيث إنه يذكر الناس بما أودع في فطرتهم من المبدأ والمعاد والمعارف (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فإنهم يجيبون بأن الأنبياء عليهمالسلام كانوا بشرا ، وما روي من تفسير الآية بالأئمة عليهمالسلام فإنه من باب المصداق الظاهر بالنسبة إلى هذه