وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ (٨) ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (٩)
____________________________________
الأمة ، فإن الأئمة عليهمالسلام هم أهل الكتاب الذين يعلمونه ويعرفون حدوده وأحكامه ، كما أن العلماء ومن إليهم أيضا من أهل الذكر.
[٩] وقد كان الكفار يقولون (ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) (١) ظانين أن الرسول يجب أن لا يأكل ولا يمشي ، فردهم الله سبحانه بأن الأنبياء عليهمالسلام السابقين كانوا كذلك (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً) أي أجسادا ، وإنما جيء بالمفرد باعتبار كل واحد (لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) والجسد يطلق على الميت ، أو ما يشبهه ، كأنه أخذ فيه معنى الفراغ من الروح أو الطعام (وَما كانُوا) أولئك الأنبياء (خالِدِينَ) لا يموتون ، بل كانوا يعيشون حياة البشر ، ويموتون مماتهم ، وأنت يا رسول الله أحدهم فلا مجال لقولهم كيف يكون الرسول بشرا؟
[١٠] ولا يهمك يا رسول الله تكذيب هؤلاء فإن العاقبة المنتظرة لك ، كما إن الأنبياء السابقين كانت لهم العاقبة الحميدة (ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ) بأن وفينا بوعدنا لهم ، حيث وعدناهم (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا) (٢) ونصرناهم في خاتمة المطاف (فَأَنْجَيْناهُمْ) من كيد الأعداء (وَ) أنجينا (مَنْ نَشاءُ) من المؤمنين بهم ، كما حدث في قصة نوح وموسى وإبراهيم ولوط وعيسى وغيرهم (وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ) الذين أسرفوا في الكفر
__________________
(١) الفرقان : ٨.
(٢) غافر : ٥٢.