لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠) وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ (١١) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ (١٢)
____________________________________
والمعاصي ، وهذا بشارة للنبي والمؤمنين ، وتهديد للكفار ، ونحن إذ نقرأ هذه الآية نرى أن الله سبحانه صدق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الوعد فقد أنجاه والمؤمنين ونصره على الكفار ، وأهلك المسرفين ، كما وعده هنا ، وقد مرّ على القصة أربعة عشر قرنا ، إذ السورة مكية ـ كما سبق ـ
[١١] وما لهؤلاء الكفار لا يعقلون ،؟ إنهم إن عقلوا علموا أن هذا الكتاب الذي يحاربونه أشد محاربة كتاب فيه شرف لهم إن آمنوا به (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ) أيها العرب (كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) أي شرفكم إن تمسكتم به فإنه يخلد ذكركم ومزاياكم (أَفَلا تَعْقِلُونَ) هذا الأمر الواضح؟ فتتبعون الكتاب وتتمسكون به.
[١٢] وإن أعرضتم ولم يعظكم التبشير والتخويف فانتظروا عاقبة المكذبين (وَكَمْ قَصَمْنا) أي أهلكنا ، وأصل القصم كسر الظهر الذي يكون مع الصوت (مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً) أي ما أكثر ما أهلكنا وعذبنا أهل القرى الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي (وَأَنْشَأْنا) أوجدنا (بَعْدَها) أي بعد تلك القرية ، بمعنى بعد إهلاك أهلها (قَوْماً آخَرِينَ) فنحن لسنا بحاجة إلى أحد ، ولا يصعب علينا تبديل أناس بأناس.
[١٣] وحيث أردنا إهلاك القرية فجاءهم آثار العذاب أخذوا يفرقون من العذاب (فَلَمَّا أَحَسُّوا) أي أدركوا بحواسهم (بَأْسَنا) عذابنا (إِذا هُمْ مِنْها) أي من العقوبة ، أو من القرية (يَرْكُضُونَ) هاربين من العذاب ،