نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (١٨) وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩) يُسَبِّحُونَ
____________________________________
ولا خلقنا سائر المخلوقات للهو حتى نترك اللهو بحاله ف (نَقْذِفُ بِالْحَقِ) أي نرمي الحق ـ كالرامي الذي يرمي الهدف من بعيد ، وفيه دلالة على شدة الضرب ـ (عَلَى الْباطِلِ) أيّا ما كان لهوا أو غير لهو (فَيَدْمَغُهُ) يبطله ويفنيه ويمحقه (فَإِذا هُوَ) أي الباطل (زاهِقٌ) زائل مضمحل (وَلَكُمُ) أيها الكفار (الْوَيْلُ) والعذاب (مِمَّا تَصِفُونَ) الله به من أن يتخذ اللهو والباطل ، أو مما تصفون به القرآن من أنه سحر أو شعر أو أحلام أو ما أشبه.
[٢٠] وكيف يستكبر هؤلاء عن الخضوع لله سبحانه ، والحال أنه الملك المطلق ، وأن الذين هم أشرف منهم لا يستكبرون عن عبادته؟ (وَلَهُ) سبحانه (مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من العقلاء ، فكيف بغيرهم؟ أو غلب العقلاء على غيرهم ، فإن الإنسان في الأرض ، والملائكة في السماء له تعالى ، وكذلك سائر الأشياء (وَمَنْ عِنْدَهُ) أي الملائكة والمراد ب (عِنْدَهُ) القرب المعنوي تشبيها له بالقرب الحسي (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ) أي لا يأنفون ولا يترفعون أن يعبدوه ويطيعوا أوامره (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) الاستحسار الانقطاع من الإعياء ، يقال : استحسر فلان عن عمله ، يعني انقطع عنه إعياء ، أي إن الملائكة لا يعيون عن العبادة بل إنهم دائمو التعبد.
[٢١] ولذا قال (يُسَبِّحُونَ) الله تعالى ، أي ينزهونه عما لا يليق بشأنه