اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (٢٠) أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (٢١) لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا
____________________________________
(اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) أي فيهما ، والإسناد مجازي ، نحو «يا سارق الليلة أهل الدار» (لا يَفْتُرُونَ) أي لا يأخذهم الفتور والضعف عن العبادة ، هذا حال الملائكة الذين هم أشرف من هؤلاء ، فكيف يستكبر هؤلاء؟
[٢٢] وحيث فرغ السياق من تقريع الكفار ، حول قولهم عن القرآن والرسول ، واستكبارهم عن عبادة الله سبحانه ، أخذ في تقريعهم حول فعلتهم الأخرى ، وهي جعل الشركاء لله سبحانه (أَمِ اتَّخَذُوا) هذا استفهام توبيخي ، أي كيف اتخذ هؤلاء الكفار (آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ) وهي : الأصنام المنحوتة منها ، فإن كل صنم من أصل أرضي ، وهل الإله يكون من جنس الأرض؟ فهل (هُمْ يُنْشِرُونَ)؟ أي يقدرون على نشر الأموات ، وإحيائهم ، كلا! إذن فليسوا هم آلهة ، لأن من أول صفات الإله أن يقدر على إحياء الميت ، وهذا من التهكم ، كما تقول : إن فلانا يقتدي بالعالم العامل زيد ، تريد التهكم بالمقتدي والمقتدى فتأتي بصفة العالم العامل لزيد ـ وهو خالي عنهما ـ تهكما.
[٢٣] ثم استدل سبحانه على استحالة تعدد الآلهة (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ) المراد إلهان ، فأكثر (إِلَّا اللهُ) أي متصفة بكونها غير الله ، والمراد انه لو كان من هذا الجنس أحد غير الله (لَفَسَدَتا) أي فسدت السماوات والأرض وما استقامتا ، والمراد بالظرف أعم من المظروف ـ كما تقدم ـ وحيث نرى أنهما باقيتان مستقيمتان نستدل بذلك ـ استدلالا آنيا ، أي استدلالا من المعلول إلى العلة ـ على أنه ليس في الوجود أكثر من إله واحد هو الله سبحانه ، وإنما يلازم تعدد الآلهة الفساد ، ثم إن