هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٤) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)
____________________________________
بالدليل ، إلا قولهم (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (١) وهل فعل الآباء يكون دليلا وحجة؟
(هذا) القرآن (ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ) من المؤمنين وليس فيه دلالة على الشرك (وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) من الأنبياء والمؤمنين وليس في ذلك ما يدل على الشرك ، فمن أين جئتم أيها المشركون بالشرك؟ إن الذكر الذي أنزله الله على أنبيائه ، الذي هو مجموع في القرآن ، لا يشير إلى الشركاء ، فالمدعي له يدعي الباطل ، فلا دليل عقلي له ـ قل هاتوا برهانكم ـ ولا دليل شرعي له ـ فهذا ذكر من معي وذكر من قبلي وليس فيه إلا التوحيد ـ فليس اتخاذهم للشركاء عن علم ودليل (بَلْ أَكْثَرُهُمْ) أي أكثر البشر (لا يَعْلَمُونَ الْحَقَ) الذي هو التوحيد (فَهُمْ مُعْرِضُونَ) عن الحق مقبلون على الباطل.
[٢٦] ثم بين سبحانه كيف أنزل الله الكتب حول التوحيد ـ بيانا لقوله هذا ذكر من معي وذكر من قبلي ـ (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) يا رسول الله (مِنْ رَسُولٍ) «من» تفيد العموم في النفي ، وتسمى زائدة ، لصحة أن يقال «رسولا» (إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ) نحن ب (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) وحدي لا شريك لي (فَاعْبُدُونِ) لي فقط دون غيري.
[٢٧] وحيث بين القرآن الحكيم بعض عقائدهم الفاسدة حول التوحيد ،
__________________
(١) الزخرف : ٢٣.