فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (٧٧) وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ
____________________________________
من قبل إبراهيم ولوط ، فقال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ، وإنما جيء به متأخرا مع أنه متقدم زمانا ، لأن أهل مكة كانوا أقرب إلى إبراهيم زمانا وعلما ونسبا ، فكان ذكره أجلى ، وفي مذاقهم أحلى (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) دعاءه بإهلاك الكفار (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ) لعل المراد بهم المؤمنون به (مِنَ الْكَرْبِ) أي الحزن (الْعَظِيمِ) الذي لاقاه من الكفار طول تسعمائة وخمسين عاما ، فقد كانوا يضحكون منه ويؤذونه ويضربونه.
[٧٨] (وَنَصَرْناهُ) أي نصرنا نوحا ، بنجاته في السفينة وغرق الكفار بأجمعهم (مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) وإنما عدي «نصرنا» ب «من» دون «على» لإشراب الفعل معنى «المنع» وكأنه قال : النصر بالسير من وسطهم نحو سرت من البصرة (إِنَّهُمْ) أي المكذبين (كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ) فكأنهم كانوا قطعة من سوء ، حيث إن عقائدهم وأعمالهم وأقوالهم كانت كلها سيئة (فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ) بأن أنزلناه السماء مدرارا ، وفجرنا الأرض عيونا ، حتى غرق كل شيء في الماء ، فلم ينج إلا نوح ومن حمل معه في السفينة.
[٧٩] (وَ) اذكر يا رسول الله ، أو أعطينا الحكم والعلم (داوُدَ وَسُلَيْمانَ) وهو ابن داود (إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ) أي الزرع (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ)