لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (٢) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ
____________________________________
دؤوب واستمرار (لِأَجَلٍ) أي وقت (مُسَمًّى) سمي عنده سبحانه ، فوقت وقوفها عن الحركة ، وانتهاء أمر سيرهما ، معلوم عنده سبحانه مسمّى في لوحه المحفوظ ، وإنما أتى باللام ، ولم يقل «إلى أجل» لإفادة أن السير إنما هو لإدراك تلك الغاية ، فكأنهما يسيران ليأتيا بيوم القيامة ، حيث الشمس تكور ، والنجوم تنكدر والقمر ينخسف .. أنه سبحانه خلق هذه الأشياء وهو (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) فيها وفي غيرها على وجه الصلاح والحكمة ، فمنه الخلق ومنه الأمر ، مقابل السلاطين الذين لهم الأمر فقط ـ في الجملة ـ فهو تعالى هو الخالق المطلق ، والآمر المطلق وهو سبحانه (يُفَصِّلُ الْآياتِ) بينهما تفصيلا آية فآية ، لأجل الإرشاد ، فهو الخالق الآمر المرشد ، وإنما يفصل الآيات (لَعَلَّكُمْ) أيها البشر (بِلِقاءِ رَبِّكُمْ) عند الجزاء والحساب ، والمراد لقاء موعده ، لا لقاء ذاته فإنه منزه من أن يرى (تُوقِنُونَ) فلا تنكرون البعث والنشور والكتاب والحساب.
[٤] وإذ صورت الآية السابقة خلق السماوات ، فلننظر إلى خلق الأرض (وَهُوَ) سبحانه (الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ) أي بسطها طولا وعرضا ، لتصلح مكانا للإنسان والحيوان ، ومحلا للنبات والأشجار ، ولفظة «مدّ» أكثر دلالة على القدرة من لفظ «خلق» لأن «مدّ» يشمل الخلق وأكثر (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) جمع راسية ، وهي الجبل ، لأنها ترسو في الأرض ، كما ترسو السفينة في الماء ، وحكمة خلق الجبال أنها تمسك الأرض عن التفتت والاضطراب ، كما أن المسامير تمسك المصنوعات