يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢)
____________________________________
[٢] (يا أَيُّهَا النَّاسُ) المراد العقلاء منهم القابلون للخطاب (اتَّقُوا) خافوا (رَبَّكُمْ) فلا تخالفوا أوامره وزواجره (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) أي زلزلة الأرض حين قيام الساعة وهي يوم القيامة (شَيْءٌ عَظِيمٌ) هائل ، فإن من أشراط الساعة زلزلة مهولة تعم الأرض.
[٣] (يَوْمَ تَرَوْنَها) أي ترون تلك الزلزلة ، أو تلك الساعة ، والعامل في يوم «تذهل» أي إن الذهول في يوم رؤيتكم للساعة (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) أي تغفل الأمهات عن أولادها الرضع ، مع شدة العلاقة للأم بالنسبة إلى ولدها الرضيع (وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها) فإن الحبلى إذا اشتد عليها الفزع طرحت جنينها ، وهذا إما حقيقة ، فإن الساعة تقوم على الناس ، وفيهم الأمهات والحبالى ، أو كناية عن شدة الهول ، نحو «فلان كثير الرماد» أو «مهزول الفصيل» مما يراد معناه الكنائي لا اللفظي (وَتَرَى) أيها الرائي (النَّاسَ سُكارى) أي كالسكارى في الدهشة والذهول من كثرة الخوف ، فكما أن السكران لا يشعر كشعور الصاحي كذلك الناس في ذلك اليوم (وَما هُمْ بِسُكارى) من الشراب لم يشربوا الخمر ، وإنما شربوا الفزع والخوف (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ) وأهوال القيامة التي يرونها (شَدِيدٌ) ومن شدتها يصيبهم ما يصيبهم.