وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (٣) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ
____________________________________
[٤] يا أيها الناس اتقوا ولا تجادلوا ، فإن وراءكم هذا اليوم الشديد (وَ) لكن مع ذلك (مِنَ النَّاسِ) أي بعضهم (مَنْ يُجادِلُ) يخاصم ويناقش (فِي اللهِ) من وجوده ، في آياته ، في صفاته ، في سائر شؤونه (بِغَيْرِ) بدون (عِلْمٍ) ومعرفة (وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ) أي أنه مستعد للضلال ، فأي شيطان غاو مارد أخذ قياده بسلسلة له واتبعه ، ويا للسخف أن يترك الإنسان الإله ، ليتبع كل شيطان مريد؟.
[٥] (كُتِبَ عَلَيْهِ) أي على الشيطان ، والمراد أن الشيطان هكذا (أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ) أي من اتبع الشيطان (فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ) أن الشيطان يضل ذلك المتبع (وَيَهْدِيهِ) يوصله ذلك الشيطان (إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) السعير اسم جهنم سميت به لأنها تسعر نارها ، والمعنى أنه كيف يتبع هذا المجادل الشيطان الذي يضله في الدنيا ، عن الطريق وبالآخرة يورده النار في الآخرة؟
[٦] ثم استدل سبحانه على من ينكر البعث (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) أي في شك (مِنَ الْبَعْثِ) يوم القيامة ، الذي يبعث ويحيى فيه الأموات ، لاستغرابك أن يعود الإنسان حيا بعد ما مات وفنى؟ فاعتبروا بحالكم عند ابتداء الخلقة ، إذ إنا (خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) أي خلقنا كل فرد منكم من الأرض ، إذ الإنسان تراب ثم نبات يأكله