اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (١٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١٧)
____________________________________
اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ) أي يوصله إلى الغاية المطلوبة بعد البيان للكل ، وإنما يريد الله هداية من اتبع الحق ، فالإرشاد للكل (أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ) والهداية بمعنى الإيصال إلى المطلوب ل «من يريد» الله هدايته ، لأنه جاء في طريق الحق ، واسترشد بالآيات.
[١٨] أما لو اختلف الناس في قبول الحق وعدمه ، بعد أن كان الإرشاد للجميع ، فمصيرهم إلى الله وهو الحاكم بينهم يوم القيامة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بأن اتخذوا الإسلام دينا (وَالَّذِينَ هادُوا) الذين اتخذوا اليهودية مسلكا (وَالصَّابِئِينَ) وفيهم خلاف ، ولا يبعد أن يكون خليطا من الأديان ، ولهم باقية إلى اليوم ـ يسمون «صبّي» ـ (وَالنَّصارى) وهم تابعوا عيسى المسيح عليهالسلام ، وإن انحرفوا عن تعاليمه (وَالْمَجُوسَ) وقد كان لهم نبي وكتاب ، فقتلوا نبيهم وأحرقوا كتابهم (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) بالله سواء اتخذوا الله والشريك معا ، أو اتخذوا الشريك فقط ، ويدخل فيهم الدهرية (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي يحكم بينهم ، بأن أيهم المحق ، وأيهم المبطل ، ويجازيهم حسب أعمالهم (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) حاضر علما وسمعا وبصرا ، فليس فصله إلا بالحق ، فإنه مطلع على جميع الخصوصيات.
[١٩] إن البشر لو استكبروا عن عبادة الله والخضوع لأمره ونهيه ، فالكون