وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (٢٦) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ
____________________________________
الآخرة بإدخاله النار.
[٢٧] (وَ) اذكر يا رسول الله (إِذْ بَوَّأْنا) أي وطأنا ومهدنا (لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ) فإن إبراهيم هو الذي بنى البيت ، وقد عرفه الله سبحانه ، أين يبنيه ، ويأتي هذا الكلام عقب الكلام السابق ، ليدل على أن البيت ، إنما بني لأجل التوحيد والحج ، فما بال الناس يمنعون عن البيت ، وما بالهم يردون فيه بإلحاد بظلم؟ وقلنا له (أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً) أي لا تجعل معي شيئا في العبادة ، وإنما تبني البيت لتوحيدي ، وفيه تعريض بالكفار ، الذين نصبوا الأصنام حول البيت يعبدونها مع الله (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) من الأدناس المعنوية والظاهرية (لِلطَّائِفِينَ) الذين يطوفون ويدورون حول الكعبة ، والطواف قسم من الخضوع ، كأنه يريد أن يبين ، أني فداء لصاحب هذا البيت (وَالْقائِمِينَ) في عباداتهم تجاه الله سبحانه (وَالرُّكَّعِ) جمع راكع (السُّجُودِ) جمع ساجد ، أي الذين يركعون ويسجدون.
[٢٨] (وَأَذِّنْ) أي أعلم يا إبراهيم (فِي النَّاسِ بِالْحَجِ) الحج أصله القصد ، ثم خصص بهذا القصد الخاص ، والمراد أن يعلن ، أن الناس يأتون إلى هذا البيت لعبادة ربهم ، وإتيان المناسك المخصوصة الدالة على خضوعهم لله سبحانه ، وقد ورد عن الصادق عليهالسلام ، أن إبراهيم لما أتم البيت ، نادى هلم الحج هلم الحج ، فلبى الناس ، في أصلاب الرجال لبيك داعي الله ، لبيك داعي الله ، فمن لبى عشرا حج عشرا ، ومن لبى