يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ
____________________________________
خمسا حج خمسا ، ومن لبى أكثر فبعدد ذلك ، ومن لبى واحدة حج واحدة ، ومن لم يلب لم يحج (١) ، وقد وعد الله إبراهيم أن يلبيه الناس ، فقال (يَأْتُوكَ) أي يأتوا إليك يا إبراهيم ، لأجل الحج أناس (رِجالاً) جمع راجل ، وهو الماشي الذي لا مركوب له ، يسعون على أقدامهم (وَ) أناس يأتوك (عَلى كُلِّ ضامِرٍ) من الضمر ، وهو الهزال ، قد جهده السير ، فضمر من الجهد والجوع والتعب ، وإنما خصص هذين ، دلالة لتلبية الناس له ، حتى الضعفاء منهم الذين لا مركوب لهم ، أو هم فقراء ، حتى أن مركوبهم ضامر ، ليس له ما ينفق عليه ، ولا يريحه ، حتى يسمن (يَأْتِينَ) تلك الحيوانات المركوبة الضامرة (مِنْ كُلِّ فَجٍ) أي طريق (عَمِيقٍ) بعيد ، وهكذا يتقاطر الحجاج على البيت الذي تبنيه يا إبراهيم.
[٢٩] وإنما أمروا بالحج (لِيَشْهَدُوا) أي يحضروا هناك (مَنافِعَ لَهُمْ) دنيوية ، وأخروية ، فالمنافع الدنيوية اقتصادية ، واجتماعية ونفسية ، وما أشبه ، والمنافع الأخروية ، الجنة والثواب (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ) فيجددوا عهدهم به خالصا من كل شائبة (فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) وهي أيام الحج ، كما يظهر من السياق ، وقد ورد عن علي عليهالسلام ، أنه الأيام العشر ، وورد أيضا أنه الأيام الثلاث للتشريق ، والظاهر أنها من باب
__________________
(١) الكافي : ج ٤ ص ٢٠٦.