غَفُورٌ (٦٠) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٦١) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
____________________________________
على ذلك (غَفُورٌ) يغفر الذنب ، وليس كذلك البشر ، وإذا أذن لهم في رد الاعتداء وقتال من آذاهم وأضربهم.
[٦٢] (ذلِكَ) النصر للمؤمنين المظلومين على الكافرين الظالمين ، إنما يكون بدليل أن (اللهَ) سبحانه قادر على كل شيء ، كما يقدر على التصرفات الكونية ، فمن يقدر على تحريك الكون العظيم ، يقدر على نصرة المظلوم ، أو المراد أن سنة الله الكونية قد جرت على التغيير والتبديل ، فكما لا يبقى ليل ولا نهار أبدا ، كذلك لا يكون الغلب للظالمين أبدا ، فهو ينصر المظلوم عليهم كما (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) أي يدخله فيه ، في أيام الصيف والخريف ، فتنقص من ساعات النهار ، لتضاف على ساعات الليل ، وذلك من أول الانقلاب الصيفي إلى أول ليلة من الانقلاب الشتوي (وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) أي يدخله فيه في أيام الشتاء والربيع ، فتنتقص من ساعات الليل ، لتضاف على ساعات النهار ، وذلك من أول الانقلاب الشتوي إلى أول يوم من الانقلاب الصيفي (وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لما يدعو المؤمنين ، فيجيب لهم (بَصِيرٌ) بأحوالهم ، فينتقم لهم من الظالمين.
[٦٣] (ذلِكَ) الذي ذكر من انتقام الله من الظالمين ، ونصرة المؤمنين ، وأنه هو المصرف للكون بسبب أن (اللهَ هُوَ الْحَقُ) فهو المصرف ، وهو المدافع عن المظلوم (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) من الأصنام