هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (٦٣) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦٤)
____________________________________
(هُوَ الْباطِلُ) فلا تقدر الآلهة الباطلة على تصريف للكون ، كما لا تقدر على نصرة عبادها (وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُ) فهو أعلى من كل شيء يسمع ويرى كل شيء ويقدر على كل شيء (الْكَبِيرُ) الذي لا شيء أكبر منه ، حتى يتمكن من الوقوف أمامه ، ونقض إرادته.
[٦٤] ويشهد لكون التصرفات الكونية لله سبحانه ، وأنه العلي الكبير ، القادر على نصرة المظلومين ، ما يراه الإنسان من الأحالات الطارئة الحكيمة التي تنتاب الكون ، مما لا يمكن أن تنسب إلى صنم أو إنسان ، أو صدفة مجردة (أَلَمْ تَرَ) أيها الرائي (أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) أي من جهة العلو ، المطر (فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً)؟ مزينة بالخضرة والنبات ، وفي لفظ «تصبح» نكتة بديعة ، حتى أنه أجلى أوقات الاخضرار (إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ) بعباده ، ومن لطفه بهم ، زين أرضهم ، بما ينتفعون به من الخضر (خَبِيرٌ) بأحوالهم وحوائجهم فما فعله حكمة وصلاح لهم.
[٦٥] (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) فكل تصرف في الكون إنما هو منه وحده لا شريك له فيه ، (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُ) المطلق الذي لا يحتاج إلى مشاور ومشارك فهو وحده يدير الشؤون الكونية (الْحَمِيدُ) المطلق ، الذي له كل الحمد إذ منه كل نعمة وفضل.