قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥)
____________________________________
[٢] (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) أي فازوا بخير الدنيا وسعادة الآخرة ، فقد شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم أهل الآخرة في آخرتهم ، والمؤمن هو المصدق ، وإطلاقه في الشريعة منصرف إلى المصدق بوحدانية الله ، وبالرسالة ، وبالمعاد ، وبلوازم الكل.
[٣] ثم وصف سبحانه المؤمنين الكاملين بهذه الصفات التالية (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) أي إذا صلوا خشعوا وخضعوا ، فإن الصلاة حيث كانت ذكرا وتسبيحا وتقديسا ، ومكالمة مع الله سبحانه ، تقتضي أن يكون الإنسان في حالة خضوع ، فإنه يتكلم مع مالك الكون ، كيف لا ، والإنسان يخضع لملك عاجز ، ليس له من السطوة إلا ضئيلا!
[٤] (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) اللغو ، كل فعل أو قول ، أو تفكير ، لا فائدة فيها ، ومن سمات المؤمن الكامل الإيمان ، أن يعرض عن ذلك كله ، وما ورد في الأحاديث من تفسير اللغو ، بالغناء ، أو ما أشبه ، فإنه تفسير لبعض المصاديق (١).
[٥] (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) أي مؤدون معطون ، والمراد بالزكاة ، إما الصدقة الواجبة ، وإما مطلق الصلة والصدقة ، وهذا أنسب بكون السورة مكية ، لأن الزكاة المفروضة شرعت في المدينة.
[٦] (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) فلا يزنون ، ولا يلوطون ،
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٦٦ ص ٤٣.