وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩) أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١)
____________________________________
ويكفي في الإضافة أدنى ملابسة (وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) أي حافظون موفون ، فإذا عاهدوا عهدا بالنسبة إلى الأمور الدينية ، كالمعاهدة مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أو عاهدوا بالنسبة إلى سائر المعاملات ، كالعقود ، وفوا بها.
[١٠] (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) فيقيمونها في أوقاتها بدون تضييع لها ، مع آدابها وشرائطها ، وقد كرر ذكر الصلاة لما لها من الأهمية ، ولبيان أمرين ، الأول الخشوع فيها ، والثاني المحافظة عليها.
[١١] (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) والوارث هو الذي ينتقل إليه شيء من آخر ، والمراد به هنا إما إطلاقا ، ويكون قوله «الذين يرثون» بيانا لمصداق من مصاديق إرثهم ، والمراد حينئذ ، إن الخيرات كلها لهم سواء في الدنيا ، أو في الآخرة ، وأما خصوص ما بيّن في قوله «الذين» فكأن المراد أن هؤلاء كانت لهم الدنيا غير قابلة ، حتى أنها لا تكون عوضا لأتعابهم وأعمالهم ، وإنما الجزاء الوافي هو الفردوس ، فهم.
[١٢] (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) يصيرون إليها ، بعد الأحوال المتقدمة في الحياة ، كما يصير الوارث إلى ما تركه أقرباؤه ـ بلطف في عكس التشبيه ـ والفردوس ، هي البستان الجميل ، والمراد بها هنا درجة من درجات الجنة (هُمْ) أي هؤلاء الذين وصفوا بتلك الأوصاف (فِيها) أي في الفردوس ، وهي مؤنث مجازي (خالِدُونَ) دائمون باقون أبد الآبدين.