وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (١٨) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ
____________________________________
كان أم كبيرا ، ولا يشغله شأن عن شأن.
[١٩] (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ) جهة العلو ، وهذا مرتبط بخلق سبع طرائق (ماءً) وهو المطر (بِقَدَرٍ) ولا يخفى ما في هذا اللفظ من اللفظ ، فإن الإنسان البدائي الذهن ، حيث يرى كثرة المطر ـ يظن أنه ليس تحت حساب وتحديد ، ولذا جاء هذا اللفظ هنا لينبه على ذلك ، وإن المطر مهما كثر فهو بقدر وحد محدود معلوم لديه سبحانه (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) أي جعلنا له مسكنا ، فإن ماء المطر هو الذي يتسرب إلى باطن الأرض ، ليجري من الثقوب الأرضية والجبلية عيونا وأنهارا (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ) أي أن نذهب هذا الماء المسكون في الأرض (لَقادِرُونَ) بأن نسربه في الأغوار العميقة ، حتى لا ينتفع به الإنسان ، أو نبخره في الجو ، أو نعدمه إعداما مطلقا ، فإن من يقدر على إيجاد المعدوم ، قادر على إعدام الموجود.
[٢٠] لكنا لم نفعل ذلك حتى تهلكوا ، ويهلك الحيوان والنبات ، بل تفضلنا عليكم فوق ذلك (فَأَنْشَأْنا) أو جدنا واخترعنا (لَكُمْ) أيها البشر (بِهِ) أي بسبب هذا الماء (جَنَّاتٍ) بساتين ، وسمي البستان جنة ، لأن أشجارها تجن وتستر أرضها (مِنْ نَخِيلٍ) جمع نخل ، وهو شجر التمر (وَأَعْنابٍ) جمع عنب ، والمراد به الكروم بعلاقة الحال والمحل (لَكُمْ) أيها البشر (فِيها) أي في تلك الجنات (فَواكِهُ كَثِيرَةٌ) جمع فاكهة ، وهي الثمرة ، سميت بها لأن الإنسان يتفكه بها ، والمراد أنواع