وَمِنْها تَأْكُلُونَ (١٩) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ
____________________________________
الفواكه المختلفة ، وكان تخصيص النخل والعنب ، لكثرتهما في هذه البلاد وعموم الانتفاع بهما (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) أي من البساتين تأكلون مختلف أنواع الرزق مباشرة ، أو بواسطة بيع وإيجار وصرف الثمن والأجرة في سائر الأرزاق.
[٢١] وأنشأنا لكم بذلك المطر (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) والمراد بها شجرة الزيتون و «سيناء» اسم الموضع الذي به «جبل طور» قرب الشام ، ولعله إنما حضر هذا المحل مع عموم الزيتون في كثير من الأماكن لجودة زيتونها ، واشتهارها لدى المخاطبين بالقرآن الحكيم ، كما أن تخصيص الزيتون من بين الثمار بالذكر لنفعه العام في كثير من الحوائج (تَنْبُتُ) هذه الشجرة (بِالدُّهْنِ) أي مصاحبة للدهن ، فإن الزيتون قطعة من الدهن المنجمد ، ولذا يعصر منه الزيت (وَصِبْغٍ) عطف على «الدهن» (لِلْآكِلِينَ) والمعنى أن هذه الشجرة تنبت بالشيء الجامع بين كونه دهنا يدهن به ويسرج منه وكونه أداما يصبغ فيه الخبز ، أي يغمس فيه للائتدام ، وسمي الإدام صبغا ، لأنه يصبغ الخبز بلونه.
[٢٢] (وَإِنَّ لَكُمْ) أيها البشر (فِي الْأَنْعامِ) جمع نعم ، وهي الإبل والبقر والغنم (لَعِبْرَةً) أي اعتبارا ودلالة دالة على وجود الله سبحانه وعلمه وقدرته (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها) أي أجوافها من اللبن الطيب المذاق (وَلَكُمْ فِيها) أي في الأنعام (مَنافِعُ كَثِيرَةٌ) فتركبون على الإبل ،