وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢٢) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٢٣) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ
____________________________________
وتحرثون بالبقر ، وتضخون الماء بهما ، وتنتفعون بأشعارها وجلودها ولحومها (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) أي من بعضها ، وهو اللحم والشحم وما أشبه ، أو المراد بالأكل الانتفاع والتكسب بهما.
[٢٣] (وَعَلَيْها) المراد به الإبل خاصة (وَعَلَى الْفُلْكِ) في البحر (تُحْمَلُونَ) فأحدهما للبر ، والأخر للبحر ، كما قال سبحانه ، (وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) (١) وقد خصص سبحانه هاتين المنفعتين بالذكر لعمومهما ، وكثرة الاحتياج إليهما.
[٢٤] ثم يأتي السياق ليبين الرسالة ، وبلاغ الرسل ، في عقب بيان الأدلة الكونية ، فقد كان شأن الرسل أن يلفتوا الناس إلى تلك الأدلة الكونية التي سبق بعضها ، ليؤمن الناس بالإله الخالق المنعم (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) ليدعوهم إلى عبادة الله وإطاعة أوامره (فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) آمنوا به وأطيعوه (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) فهذه الأصنام التي تعبدونها ليست بآلهة ، وإنما الله إله واحد (أَفَلا تَتَّقُونَ) استفهام إنكاري ، أي ألا تخافون عقاب الله في ترك الإيمان؟
[٢٥] (فَقالَ الْمَلَأُ) أي الأشراف ، وسموا ملأ لأنهم يملئون العيون أبهة ، والصدور هيبة (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) بعضهم لبعض
__________________
(١) الإسراء : ٧١.