ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (٢٤) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٢٦) فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا
____________________________________
ما هذا الذي يدعوكم ، وهو نوح (إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) فليس برسول ، فإنهم كانوا يزعمون أن الرسول لا يمكن أن يكون بشرا (يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) أي إنما يدعي النبوة لتطيعوه ، فيترأس عليكم ، وتكونوا أنتم من أتباعه ، فيصير له كيان ورئاسة (وَلَوْ شاءَ اللهُ) إرسال رسول إلى البشر (لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) للإرشاد والإنذار ، لا أن يرسل بشرا (ما سَمِعْنا بِهذا) الذي يدعو إليه نوح من وحدة الإله ، وإنه رسول الله (فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) أي فيالأمم الماضية أن ينبري أحدهم ، فيدعي الرسالة ، ويدعو الناس إلى إله واحد.
[٢٦] (إِنْ هُوَ) ما هو (إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ) أي جنون ، وما هذه الدعوى التي يدعيها ، إلا من آثار ذلك الجنون (فَتَرَبَّصُوا بِهِ) انتظروا بنوح (حَتَّى حِينٍ) يأتيه الموت فتستريحوا منه ، أو المعنى انتظروا به حتى يفيق ، ويذهب جنونه فيرجع عن دعواه.
[٢٧] ولما أن رأى نوح إصرار القوم على التكذيب وعدم الإيمان (قالَ) يا (رَبِّ انْصُرْنِي) عليهم (بِما كَذَّبُونِ) بسبب تكذيبهم إياي ، كأنه العلة في نصرة الله ، إذ لو لا التكذيب لم يحتج إلى نصرة الله تعالى.
[٢٨] (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) هو مفرد على وزن قفل (بِأَعْيُنِنا) أي