إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٢٧) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٨) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (٢٩) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (٣٠)
____________________________________
تتوسط في عدم إهلاكهم ف (إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) لا محالة ورقة نوح عليهالسلام في ذلك الحين ، لا ينافي دعائه بإهلاكهم قبلا ، فإن للإنسان في حال البلاء رقة عاطفية.
[٢٩] (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ) أي ركبت ، وأخذت مكانك واستقرارك (أَنْتَ) يا نوح (وَ) استوى (مَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ) أي السفينة (فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا) وخلصنا (مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان.
[٣٠] (وَقُلْ) يا (رَبِّ أَنْزِلْنِي) من السفينة بعد أن جف الماء على الأرض ، (مُنْزَلاً مُبارَكاً) أي إنزالا مع بركة ويمن لكي نعمر الأرض من جديد ، و «منزل» مصدر ميمي (وَأَنْتَ) يا رب (خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) إذ أنت القادر على أن تبارك في الإنزال ، وتكفي الإنسان شر الآفات دون سواك ، ممن ينزل الإنسان منزلا.
[٣١] (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي ذكر من قصة نوح مع قومه (لَآياتٍ) دالّات على الشؤون المرتبطة بالإله والرسالة (وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) «إن» مخففة من الثقيلة اسمها ضمير الشأن محذوف ، أي إنه كنا نحن مختبرين للعباد ، بإرسال الرسل ، حتى إذا لم يؤمنوا أهلكناهم ، وهذا شبه تهديد للكفار بأنهم إن لم يؤمنوا كان مصيرهم مصير أولئك في تعميمهم بعذاب الله.