أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (٤٤) ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٤٥) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ (٤٦) فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا
____________________________________
أُمَّةً رَسُولُها) الرسول فاعل ، والأمة مفعول (كَذَّبُوهُ) ولم يقروا بنبوته (فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً) أتبعنا هلاك بعض الأمم بإهلاك بعضهم السابقين ، فجيء الرسول ، وتكذب الأمة فتهلك ، ثم فيجيء رسول آخر ، فتكذبه الأمة التالية فتهلك ، وهكذا (وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) يتحدث الناس عنهم على طريق المثل في الشر ، قالوا : وهو جمع أحدوثة ، ولا يقال هذا في الخير ، والمعنى إنا أفنيناهم حتى لم يبق بين الناس إلا حديثهم ، بعد أن كانوا أمما لها الوجود والكيان (فَبُعْداً) عن رحمة الله وفضله (لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) إنهم طردوا عن الرحمة كما أهلكوا وطردوا عن الحياة.
[٤٦] (ثُمَ) من بعد أولئك الرسل (أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا) أي بدلائلنا وحججنا (وَسُلْطانٍ) برهان (مُبِينٍ) واضح ظاهر ، ولعل المراد بالسلطان الحجة المنطقية ، وبالآيات المعجزات الخارقة.
[٤٧] (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) أي جماعته ، أو أشراف قومه ، وخصوا بالذكر لأنهم إن آمنوا تبعهم الناس ، فكان التوجه الأولي إليهم (فَاسْتَكْبَرُوا) تكبروا عن قبول الحق (وَكانُوا قَوْماً عالِينَ) فقد علوا واتخذوا الناس خولا لهم.
[٤٨] فمن كبرهم وعلوهم قالوا (أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا) أي كيف