وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (٤٨) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٤٩) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ
____________________________________
نصدق إنسانين ـ هما موسى وهارون ـ في حال كونهما مثلنا خلقة؟ إذ كيف يمكن أن يكون البشر رسولا على بشر مثله؟ (وَقَوْمُهُما) أي والحال أن قوم هذين ـ وهم بنو إسرائيل ـ (لَنا عابِدُونَ) يعبدوننا ويطيعوننا ، إنهما وقومهما لنا تبع ، فكيف نؤمن بهما؟
[٤٩] (فَكَذَّبُوهُما) أي كذب فرعون وقومه موسى وهارون (فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ) الذين أهلكوا بتكذيبهم للرسل ، حيث أغرقوا في البحر حتى لم يبق منهم أحد ، وقد كان الغرق خاصا بفرعون وجنوده الذين اتبعوا موسى ، أما سائر أهل مصر فقد كانوا فيها لم يهلكوا.
[٥٠] (وَلَقَدْ آتَيْنا) أي أعطينا (مُوسَى) عليهالسلام ، بعد إهلاك فرعون وخروجهم من أرض مصر (الْكِتابَ) التوراة (لَعَلَّهُمْ) أي لعل بني إسرائيل الذين كانوا مع موسى (يَهْتَدُونَ) إلى الحق والصواب.
[٥١] (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ) أي المسيح عليهالسلام (وَأُمَّهُ) مريم الطاهرة عليهاالسلام (آيَةً) خارقة في جميع شؤونها ، فقد حملت بعيسى من غير زوج ، ونطق عيسى بالكتاب وهو طفل في المهد ، إلى سائر الخوارق ، وحيث إن أحدهما كان متشابكا مع الآخر في المزايا ، عبر عنهما جميعا ب «آية» ولم يقل «آيتين» (وَآوَيْناهُما) أي المسيح ومريم ، والإيواء إعطاء المأوى وهو المنزل (إِلى رَبْوَةٍ) هي الموضع المرتفع من الأرض ، وفيه فضل طيب الهواء ، وعدم تسرب الأوساخ إليها ، وقربها من أشعة