ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (٥٠) يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ
____________________________________
الشمس إلى غير ذلك ، وقد اختلف في موضع الربوة ، وفي بعض الأحاديث أن المراد بها النجف ، ولعل ذلك بعد ولادتها له مباشرة (ذاتِ قَرارٍ) أي لم تكن الربوة موضعا صغيرا كالتل ، وإنما ربوة فسيحة يتمكن الإنسان من القرار فيها ، أو كونها ذات قرار باعتبار ما فيها الثمار والأشجار ، فيتمكن الإنسان من القرار فيها (وَمَعِينٍ) أي ذات ماء جار على وجه الأرض ظاهر طيب.
[٥٢] وبعد هذا يأتي الخطاب للرسل ، وكأنهم مجتمعون في مكان وزمان ليبين وظيفتهم العامة ، بعد بيان أنهم يلازمون الطبيعة البشرية في الأكل وسائر لوازمه (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) فأنتم بشر ، لا كما يزعمه الكفار ، بأن الرسل يجب أن يكونوا من غير جنس البشر ، فلا يأكلون الطعام ولا يمشون في الأسواق ، وإنما فرق الرسل من غيرهم ، إن الرسل لا يأكلون إلا الطيب ، أما غيرهم فيأكلون الخبيث والطيب ـ إن لم يهتدوا بهدى المرسلين ـ (وَاعْمَلُوا صالِحاً) أي العمل الصالح ، ولازمه عدم العمل الفاسد (إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ) أيها الرسل (عَلِيمٌ) فلا يحق أكل غير الطيب ، والعمل غير الصالح ، فإنكم بعين الله سبحانه.
[٥٣] (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ) أيها الرسل ، وقد جعل مجموع الأمم ، كأمة واحدة للرسل جميعا ، لأن للرسل رسالة واحدة إلى مجموع البشر ، وإنما الاختلاف جاء من قبل الناس الذين كدروا صفو الأديان والمذاهب (أُمَّةً واحِدَةً) حال من «أمتكم» (وَأَنَا رَبُّكُمْ) فالرب واحد ، والرسالة