هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ (١٢) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ
____________________________________
[١٣] ثم شرع في آيات كونية جديدة ، تدل على ذاته وصفاته و (هُوَ) الله (الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) وهو النور الذي يرى عند وجود السحاب (خَوْفاً وَطَمَعاً) أي تخويفا من الصاعقة المهلكة ، وتطميعا في الغيث المحيي للأرض ، وهما حالان ، أي في حالة التخويف والتطميع ، فأقيم قيام المصدر ، قال ابن مالك.
ومصدر منكر حالا يقع |
|
بكثرة ، كبغتة زيد طلع |
(وَيُنْشِئُ) أي يوجد (السَّحابَ الثِّقالَ) بالمطر ، وإنما وصف السحاب ، وهو مفرد ، بالثقال ، وهو جمع ثقيل ، لأن اللام في السحاب للجنس ، فهو في المعنى الجمع ، كما قالوا في «أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض».
[١٤] (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ) وهو الصوت الظاهر من السحاب عند البرق (بِحَمْدِهِ) إن الرعد من صنعه سبحانه ، فهو حمد وتسبيح بالقدرة التي جعلت هذا المصنوع ، كما أن كل مصنوع جميل يسبح ويحمد لصاحبه ، فإن التسبيح هو التنزيه عن الجهل والعجز ، والآثار تدل على عدمهما ، والحمد هو الثناء لجميل الطرف ، والرعد يدل على جميل فعل الله سبحانه وإنما خص الرعد بذلك ، لأن صوته يناسب ذلك ، إذ المسبح الحامد يظهر من نفسه صوتا وإلا فكل شيء يسبح ويحمد الله سبحانه ، ومن المحتمل أن يراد الحمد والتسبيح حقيقة ، بلسان لا نفقهه ، كما قال سبحانه (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ