إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
____________________________________
فبعثني أبوها لأدخل إليها وأخدمها وأؤنسها.
أقول : ولقد كان بعث الإمام ـ على هذا ـ ليتبين الأمر وإن كان بصورة إن يقتل جريح ، أما ما ذكره العامة ، فقد قال في الجوامع : إن سبب الإفك ، إن عائشة ضاع عقدها ، في غزوة بني المصطلق ، وكانت قد خرجت لقضاء حاجة فرجعت طالبة له ، وحمل هودجها على بعيرها ظنا منهم أنها فيها ، فلما عادت إلى الموضع ، وجدتهم قد رحلوا وكان صفوان من وراء الجيش ، فلما وصل إلى ذلك الموضع وعرفها أناخ بعيره حتى ركبته ، وهو يسوقه حتى أتى الجيش ، وقد نزلوا في قائم الظهيرة.
أقول : وهناك نسب المنافقون إلى عائشة وصفوان الإثم وأخذوا يبثونه ، وقد أطال العامة في الحديث ، لكن الغالب أن طرقه غير صحيحة ، ومن المحتمل وقوع الأمرين كما في كثير من الآيات القرآنية التي يتعدد سبب نزولها (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ) أي بالكذب العظيم الذي قلب وجه الحقيقة ، ويقال للكذب الإفك ، لأنه يقلب الحقيقة إلى غير واقعه ، وأصل الإفك القلب ، ولذا قيل لمدائن لوط «مؤتفكات» لأنها قلبت ظهر البطن (عُصْبَةٌ) أي جماعة (مِنْكُمْ) أيها المسلمون ، ولعل الإتيان بهذه الخصوصية ، لإفادة أن الإفك ، إنما كان وليد جماعة ذات هدف واحد ، فليس كلاما قاله مغرض وإنما حركة مقصودة ضد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فليعرف المسلمون تلك العصبة وليطلعوا على نواياهم (لا تَحْسَبُوهُ) أيها المسلمون (شَرًّا لَكُمْ) يذهب بشرفكم ورفعة مقامكم وطهارتكم (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) إذ يوجب