إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ
____________________________________
صالحون من العبيد والإماء ، وهل المراد بالصالحين البالغون الذين يصلحون للنكاح ، أو الصالحون من حيث الدين بأن يكونوا مسلمين ، أو أن تكون أعمالهم صالحة؟ احتمالات (إِنْ يَكُونُوا) أولئك الأيامى والعبيد والإماء ، (فُقَراءَ) وتخشون زيادة فقرهم بالنكاح ، فاعلموا أنه ليس كذلك بل (يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) وهذا كذلك حسب التجربة ، وحسب الموازين الاجتماعية ، فإن المتزوج الذي يعلم أن وراءه النفقة يجدّ أكثر من العزب ، كما أن الناس يعطفون عليه أكثر من عطفهم على غيره ، هذا مع الغض عن أن يدين عاملتين تأتي بأكثر من ضعف إنتاج يد واحدة ، وإن الله سبحانه يوسع بالطرق الغيبية (وَاللهُ واسِعٌ) لطفه ، وهو مجاز من باب نسبة الشيء إلى سببه في اللطف والرزق ، وإنما نسب إلى الله تعالى ، لأنه السبب (عَلِيمٌ) بأحوال الناس ، فيعلم حال الفقير ويتفضل عليه.
[٣٤] (وَلْيَسْتَعْفِفِ) الاستعفاف هو التعفف بمنع النفس عن الشيء المرغوب فيه ، ولعل الإتيان بالفعل من باب الاستفعال للتنبيه على طلب العفة ، وإن كانت النفس تائقة شائقة (الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً) أي ما يتوصل به إلى النكاح من المهر والنفقة والزوجة المناسبة ، (حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) بأن يوسع عليهم ما به يتمكنون من الزواج ، ولا يدخلون في الفاحشة فإن الصبر وإن كان مرا لكن عاقبته حميدة ، وهناك من العبيد من يتمكن من الزواج إن كان حرا لأنه يعمل ويكتسب ما يكفيه وعائلته ،