فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٣) وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ
____________________________________
(فَتَياتِكُمْ) أي الفتيات المرتبطة بكم ، وهي عامة لفظا تشمل كل فتاة مرتبطة بالإنسان سواء كانت أمة أم قريبة أم بعيدة ، ومن الجاهلية التي أعيدت في هذا العصر أجبر بعض الرجال الأسافل بعض نسائهم على البغاء لتحصيل منصب أو مال أو ما أشبه (عَلَى الْبِغاءِ) أي على الزنى ، في المجمع قيل : أن عبد الله بن أبي كان له ست جوار يكرههن على الكسب بالزنى ، فلما نزل تحريم الزنى أتين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فشكون إليه فنزلت هذه الآية ، وروى القمي ـ كما في الصافي ـ عموم ذلك (إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) أي تعففا وحصانة عن الزنى ، ولا مفهوم للآية ، بل المقصود أن الفتاة مع نقص عقلها وكثرة شهوتها إذا لم ترد البغاء فالمولى أحق بعدم الإرادة والامتناع ، فكيف يكره الرجل الفتاة وهي تكره ولا تريد؟ (لِتَبْتَغُوا) أي تحصلوا بذلك (عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) أي المال الذي هو عرض زائل (وَمَنْ يُكْرِهْهُنَ) لعل المعنى من كان يكرههن في زمان الجاهلية فلا ييأس من روح الله ، فإنه إذا آمن وتاب (فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَ) على الزنى ـ مما قد سلف ـ (غَفُورٌ) يغفر سيئاته (رَحِيمٌ) يتفضل عليه ، أو المراد إن كرهت امرأة وزنت عن إكراه فإن الله غفور لها ، فقد رفع الإكراه في هذه الأمة ، كما ورد في حديث الرفع وغيره.
[٣٥] (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ) أيها المؤمنون (آياتٍ) أي أدلة وبراهين للأحكام (مُبَيِّناتٍ) قد أوضحت إيضاحا لا لبس فيها ولا غموض