وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣٥) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
____________________________________
في الصحراء ، لا يعرفون طريقا ، ولا يهتدون سبيلا ، ومن المحتمل أن يكون ضميره «لنوره» عائدا إلى الله ، بأن يكون التمثيل إلى قوله «على نور» أي إن الله يهدي إلى نوره الذي ضرب له المثل من يشاء ممن اتبع الحق ولم يعاند (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ) كما ضرب هذا المثل ، لبيان نور ذاته ، تشبيها للمعقول بالمحسوس تقريبا إلى الأذهان ، وإلا فلا مثل ينطبق تمام الانطباق عليه سبحانه ، ولذا قال (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ) (١) (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فيعلم الأمثال المناسبة ، التي توجب علما وفقها للناس ، تقربهم إلى الحق وتبعدهم عن الباطل ، وقد ورد روايات لتطبيق الآية على أهل البيت عليهمالسلام وهي من قبيل التأويل أو ذكر المصاديق والتطبيقات (٢).
[٣٧] إن ذلك المصباح المتصف بتلك الصفات إنما هو (فِي بُيُوتٍ) عامرة بالتقوى ليضاف النور المعنوي إلى النور الظاهري ، فإن مثل نور الله نور المصباح الموضوع في المسجد ، كيف أن الإنسان يبهره ذلك النور المتلألئ الساطع من أقدس الأماكن وأطهرها ، كذلك نور الله سبحانه (أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ) رفعا ظاهريا ببناء جدرانها رفيعة شامخة ، ورفعا معنويا بأن تحترم وتقدر وتطهر من الأرجاس ، وقد ورد في بعض الأحاديث أن بيوت الأنبياء والأئمة عليهمالسلام من تلك البيوت (٣) (وَيُذْكَرَ فِيهَا) أي في تلك البيوت (اسْمُهُ) الله تعالى في مقابل بيوت الكفار
__________________
(١) النحل : ٧٥.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤ ص ١٨.
(٣) راجع بحار الأنوار : ج ٢٣ ص ٣٢٧.