فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ
____________________________________
واختلف في لفظ المشكاة هل أنها عربية أو غير عربية؟ (فِيها) أي في تلك المشكاة (مِصْباحٌ) وهو السراج (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) وهي «الفانوس» المصنوع من ألواح الزجاج (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) أي الكوكب المضيء الذي يشبه الدر في ضيائه وصفائه (يُوقَدُ) ذلك المصباح (مِنْ) زيت (شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) أي كثيرة البركة وهي (زَيْتُونَةٍ) التاء للإفراد ، نحو شجر وشجرة ، وتمر وتمرة ، وخص ذلك لأن دهن الزيت أصفى من سائر الأدهان فيكون نور المصباح الذي أوقد به أحسن وأكثر إضاءة (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) أي أن منبتها في محل وسط فهي ضاحية للشمس تشرق عليها طول النهار ، فليست في طرف الشرق حتى لا تصيبها الشمس إذا غربت ، ولا في طرف الغرب حتى لا تصيبها الشمس إذا شرقت ، فإن الغالب أن الشيء إذا كان في طرف كان هناك مانع عن إشراق الشمس عليه إذا كانت في طرف مقابل له (يَكادُ زَيْتُها) أي زيت هذه الشجرة (يُضِيءُ) وينير (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ) أي أن الحاصل من مثل هذا المصباح نور مضاعف ، بسبب تلك الأمور المذكورة (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ) أي نور هذا المصباح (مَنْ يَشاءُ) من السائرين فإنهم إذا رأوا المصباح بهذه الكيفية المضيئة يهتدون إلى الطريق ، ولا يبقون حائرين