لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ
____________________________________
العين هنا وهناك ، وهكذا عادة الخائف الوجل يفكر في مخلص ونجاة ويتوجه إلى هنا وهناك كي يرى ملاذا وشفيعا ومستندا.
[٣٩] وإنما يفعل أولئك الرجال تلك الأفعال (لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا) وهي الطاعات ، إنهم يترقبون جزاء طاعاتهم ، والطاعة هي أحسن ما عمله الإنسان من الطاعات والمباحات والمكروهات ، أو المراد يجزيهم بأحسن مما عملوا ، فقد عملوا ـ مثلا ـ ما يستحقون به دينارا ، فيترقبون إعطاءهم عشرة حسب وعده بقوله (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (١) (وَيَزِيدَهُمْ) على ذلك الجزاء (مِنْ فَضْلِهِ) وزيادته كما قال (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) (٢) (وَاللهُ يَرْزُقُ) أي يمنح ويعطي (مَنْ يَشاءُ) من أحسن (بِغَيْرِ حِسابٍ) كثيرا زائدا ، لا يدخل تحت حساب الإنسان ، أو المراد يتفضل على الإنسان ، فلا يكون فضله مجازاة على عمل وإنما مجانا وتفضلا.
[٤٠] وبمناسبة ذكر أحوال الرجال الصالحين وما يجزون من الثواب في الآخرة يأتي ذكر الكفار وما يلاقون من العذاب على كفرهم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بالله ورسوله واليوم الآخر (أَعْمالُهُمْ) التي يعملونها ويعتقدون أنها حسنات (كَسَرابٍ) هو الحادث في الصحاري وقت الظهر من انعكاس أشعة الشمس على الهواء حتى يظن الإنسان ـ من بعد ـ أنه ماء (بِقِيعَةٍ)
__________________
(١) الأنعام : ١٦١.
(٢) البقرة : ٢٦٢.