كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (٤١) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (٤٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ
____________________________________
على وجود خالق قادر عليم حكيم ، وكان تخصيص الطير بالذكر إلفاتا إلى هذا المشهد المكرر المدهش إذا فكر الإنسان فيه ، فكيف أن الطير الثقيل لا يقع على الأرض ، وهو واقف في الجو ، بدون رفيف وحركة ، وحيث أن المراد بالطير الجنس جيء بضميرها مؤنثا (كُلٌ) من في السماوات والأرض والطير (قَدْ عَلِمَ) الله سبحانه (صَلاتَهُ) أي خضوعه لله (وَتَسْبِيحَهُ) تنزيهه له ، تكوينيا ، أو بألسنتها (وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) من الأعمال ، فعلمه تعالى واسع شامل لكل شيء.
[٤٣] (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو المالك المطلق ، كما أنه العالم المطلق (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) أي إلى حسابه وجزائه مآل الكل ومرجع الجميع فهو المبدئ المعيد العالم المالك! وبعد هذا كيف يكفر الإنسان بهذا الإله العظيم؟ إنه لمدهش حقا.
[٤٤] (أَلَمْ تَرَ) أي رؤية بالبصر ، أو بالعلم ، والمخاطب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو كل من يأتي منه الرؤية (أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً) الإزجاء الدفع والسوق ، أي يسوق من هنا وهناك (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) بين أجزاء ذلك السحاب المتفرق الآتي من هنا وهناك (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً) أي متراكما بعضه على بعض ، حتى يتكون منه سحاب كثيف ذو ارتفاع وكثافة (فَتَرَى الْوَدْقَ) المطر (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) وثناياه.