مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤٥) لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٦)
____________________________________
الأعم لأن ما لا تدب أيضا كذلك ، وقد جرت العادة بإتيان جملة دلالة على الكل (مِنْ ماءٍ) الظاهر أن المراد الماء مطلقا لا خصوص المني ـ ليشمل مثل الحيوانات التي تتولد من مجرد الماء ، كالعقرب التي تتولد من الأرض الندية ـ إذ صح أن الولادة من مجرد الماء ، بدون أن تكون هناك بذور ـ (فَمِنْهُمْ) أي من الدواب (مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ) كالدود والحية (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ) كالإنسان والطيور (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) كالأنعام والوحوش ، وكان هذا من باب المثال ، وإلا فمنهما من لا تمشي أو تمشي على أكثر من أربع ، ولعل الإتيان بما للعاقل من ضمير «منهم» ولفظة «من» تغليبا للإنسان على غيره ، مع اقتضاء وحدة السياق لسوق الجميع بهيئة واحدة (يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ) من أنواع الحيوانات (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وهل هناك على عموم قدرته سبحانه من هذه المخلوقات المختلفة ، التي يعجز جميع البشر من خلق واحدذة منها؟.
[٤٧] (لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ) أي أدلة دالة على وجودنا (مُبَيِّناتٍ) واضحات ظاهرات (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) ممن قبل الهداية ابتداء (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) فإنّ الإرشاد إذا جاء ، فقبل بعض الأفراد ، أوصلهم الله سبحانه الطريق المستقيم أما من لم يقبل الإرشاد فيتركه سبحانه في ضلاله.