وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨)
____________________________________
[٤٨] وحيث تقدم ذكر المؤمنين وذكر الكافرين يأتي السياق لبيان ما ينبغي أن يتصف به المؤمنون من الإذعان لكل أوامر الله والرسول (وَيَقُولُونَ) أي بعض الناس (آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ) واعتقدنا بهما (وَأَطَعْنا) في أعمالنا لهما (ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ) أي يعرض بعض هؤلاء المدعين للإيمان ، عن الأوامر (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) الإظهار للإيمان والإطاعة (وَما أُولئِكَ) الذين يتولون ويعرضون عن الطاعة (بِالْمُؤْمِنِينَ) إذ كيف يكون مؤمنا صحيح الإيمان من يعرض عن أحكام الإله؟ وقد ورد (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (١).
[٤٩] (وَإِذا دُعُوا) أي دعاهم طرف النزاع معهم في قضايا المرافعات (إِلَى اللهِ) لينظروا ماذا في كتابه من الأحكام ليجعلوه حكما بينهم (وَرَسُولِهِ) ليفصل القضية حسب الشريعة (لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) الرسول (إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ) أي من هؤلاء القائلين بأنهم مؤمنون (مُعْرِضُونَ) عن الخضوع للكتاب وللرسول ، وكأن الإتيان بلفظة «إذا» لإفادة المفاجآت ، كأن هذا كان مفاجأة أن يعرض عن الله والرسول من يدعي الإيمان والإطاعة.
__________________
(١) النساء : ٦٦.