وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠)
____________________________________
[٥٠] (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُ) أي علموا بأن الرسول يعطي الحق لهم (يَأْتُوا إِلَيْهِ) إلى الرسول (مُذْعِنِينَ) منقادين لقضائه وحكمه ، إما حيث علموا أن الحق ليس لهم أعرضوا عن إتيان الرسول ، يريدون أن يذهبوا إلى من يعطي لهم الحق ـ وإن كان باطلا في نظر الواقع ـ.
[٥١] (أَفِي قُلُوبِهِمْ) استفهام توبيخي ، أي هل في قلوب هؤلاء المعرضين عن حكمك يا رسول الله (مَرَضٌ) أي نفاق وريب في نبوتك (أَمِ ارْتابُوا) بعد أن آمنوا ، بأن شكوا في عدلك وقولك بالحق (أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ) أي يجور الله (عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ) في الحكم ، بأن لم يشكوا في نبوتك ولم ينافقوا ، وإنما يخافون من جور الحكم ، كما هو شأن ضعاف الإيمان (بَلْ) لم يخافوا جور الحكم ، وإنما (أُولئِكَ) المعرضون (هُمُ الظَّالِمُونَ) لأنفسهم حيث تولوا عن حكم الله والرسول ، وقد ورد أن هذه الآيات نزلت في منازعة وقعت بين الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وعثمان بن عفان ، وذلك أنه كان بينهما منازعة في حديقة فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : نرضى برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال عبد الرحمن بن عوف لعثمان : لا تحاكم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنه يحكم له عليك ولكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهودي فقال عثمان لأمير المؤمنين عليهالسلام : لا نرضى إلا بابن شيبة اليهودي فقال عثمان لأمير المؤمنين عليهالسلام : لا نرضى إلا بابن شيبة اليهودي فقال ابن شيبة لعثمان : تأتمنون رسول الله على وحي السماء وتتهمونه في الأحكام؟ فأنزل الله عزوجل على رسوله