إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٥٢) وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ
____________________________________
«وإذا دعوا» الآيات (١).
[٥٢] (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ) الصحيحي العقيدة والإيمان (إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ) أي إلى كتاب الله ، ورسوله ـ فيما كان في الحياة ـ أو سيرته بعد وفاته (لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) أي يقضي بينهم في الخصومات (أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا) قول الله والرسول (وَأَطَعْنا) أوامرهما (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بخير الدنيا وسعادة الآخرة.
[٥٣] (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) في الأوامر والنواهي (وَيَخْشَ اللهَ) أي يخاف من عقابه إذا خالف (وَيَتَّقْهِ) أي يتقي الله ، والفرق بينهما أن الخشية أمر قلبي ، والاتقاء عمل خارجي ، والخشية تنجر إلى التقوى (فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) الظافرون بسعادة النشأتين.
[٥٤] وبمناسبة الحديث عن المخالفين لأوامر الرسول يأتي الحديث عن بيان كذبهم في القول حتى فيما يحلفون على طبعه (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ) أي حلفوا به (جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) أي أغلظ أيمانهم ، الذي كان على قدر جهدهم ومنتهى طاقتهم ، و «جهد» منصوب على المصدر أي يجهدون جهدا في إيمانهم (لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ) بالخروج للقتال (لَيَخْرُجُنَ) ولكن
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩ ص ٢٢٧.