قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٥٣) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى
____________________________________
هل ذلك صحيح؟ كلا! إنهم لم يرضوا بالمحاكمة فكيف يرضون بإزهاق أنفسهم في القتال؟
(قُلْ) يا رسول الله لهم (لا تُقْسِمُوا) على إطاعتكم (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) إما أن يكون هذا تهكما ، أي أن طاعتكم معروفة ، كما تقول للذي يحلف كاذبا إنه عمل كذا من الخير : لا تحلف ، أعمالك الخيرية معروفة ، أو المراد لا تأت بالحلف ، وإنما أطع ، فإطاعتكم طاعة معروفة حسنة خير من حلفكم وقولكم ، كما تقول لمن يحلف أنه ينصرك : لا تحلف ، انصر ، (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فهو يعلم أنكم لا تطيعون وإنما تحلفون حلفا مجردة عن العمل.
[٥٥] (قُلْ) يا رسول الله لهم (أَطِيعُوا اللهَ) فيما أمركم ونهاكم في القرآن الحكيم (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) فيما يأمركم وينهاكم ، وهذا شامل لسنته صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَإِنْ تَوَلَّوْا) وأعرضوا عن الطاعة ، أصله «تتولوا» وهو خطاب لهم ، حذفت إحدى تاءيه على ما هو القاعدة في ما إذا اجتمع تاءان في فعل المضارع (فَإِنَّما عَلَيْهِ) أي على الرسول (ما حُمِّلَ) وكلف من البلاغ وأداء الرسالة (وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) من الطاعة والاتباع ، أي أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم غير مسئول عن إعراضكم فقد أدى ما عليه من الهداية والإرشاد ، وإنما الوزر عليكم حيث خالفتم (وَإِنْ تُطِيعُوهُ) أيها المسلمون (تَهْتَدُوا) إلى الرشد والصلاح (وَما عَلَى