فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦٣) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٤)
____________________________________
الواقفين ، لئلا يراهم الرسول حين يريدون الانصراف ، بدون الاستئذان ، وفي قوله «قد يعلم الله» تهديد لمن يفعل ذلك (فَلْيَحْذَرِ) أي يجب أن يحذر ويخاف (الَّذِينَ يُخالِفُونَ) أي يعرضون (عَنْ أَمْرِهِ) تعالى (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) أي بينة وعقوبة في الدنيا (أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) في الآخرة.
[٦٥] (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فالكل ملكه والكل تحت تصرفه ، فكيف يمكن أن يخالفه أحد ولا يخشاه؟ (قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) من الأعمال والكلام في «قد» ما تقدم ، وفي هذا تهديد لمن يخالف (وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ) وهو يوم الموت ، أو يوم القيامة ، والمراد الرجوع إلى حسابه وجزائه (فَيُنَبِّئُهُمْ) أي يخبرهم ، إخبارا يتعقبه الجزاء ، وهذا كقولك لمن تريد وعده أو إيعاده «سأخبرك بما عملت» (بِما عَمِلُوا) من الطاعة والمعصية (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فيجازي كلا حسب عمله وما صدر منه ، و «يوم» منصوب على الظرفية ، أي «ينبئهم في يوم يرجعون إليه» ، وإنما دخل «الفاء» لإفادة الترتيب بين الإخبار وبين والرجوع.