بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً
____________________________________
المخاطبة فيما (بَيْنَكُمْ) ولعل الإتيان بهذه الكلمة ، لبيان أنه ينبغي احترامه وهو بينكم ، فإنه الرسول ، في قبال من يحترم غيره في الخارج دون الخلوة فيما بينهما (كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) كما ينادي بعضكم بعضا بالاسم ، أو اللقب فلا تقولوا يا محمد ، ويا أبا القاسم ، بل قولوا يا رسول الله ، يا نبي الله ، قال الصادق عليهالسلام : قالت فاطمة عليهاالسلام : لما نزلت هذه الآية هبت رسول الله أن أقول له يا أبت ، فكنت أقول يا رسول الله ، فأعرض عني مرة أو اثنين أو ثلاثا ثم أقبل علي وقال : يا فاطمة إنها لم تنزل فيك ولا في أهلك ولا في نسلك أنت مني وأنا منك ، إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبرياء ، قولي يا أبت فإنها أحيا للقلب وأرضى للرب (١).
أقول : لعل المراد بالنسل الأئمة عليهمالسلام.
ثم رجع السياق إلى ما تقدم من لزوم الاستئذان لدى إرادة الانصراف (قَدْ يَعْلَمُ) قد للتحقيق ، أو جار مجرى التعريض ، فقد تقول لولدك ـ مهددا ـ قد أطلع إلى عملك ، بمعنى أن احتمال اطلاعي كاف في أن ترتدع (الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ) التسلل الخروج في خفية وهدوء وحذر (مِنْكُمْ) أيها المسلمون (لِواذاً) وهو أن يتستر الإنسان بشيء مخافة أن يراه أحد ، من لاذ بمعنى : التجأ ، فقد كان بعض المسلمين يقومون في هدوء وحذر ويتسترون ببعض الأصحاب الجالسين أو
__________________
(١) المناقب : ج ٣ ص ٣٢٠.