وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٦٢) لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ
____________________________________
وَرَسُولِهِ) إذ عدم الاستئذان دليل على عدم تمكن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في قلوبهم ، ونشوب الإيمان في أعماقهم (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ) يا رسول الله (لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ) ولعل الإتيان بهذه الجملة للتنبيه على أنه لا ينبغي لهم أن يستأذنوا اعتباطا للتخلص من التبعة ، وإنما الاستئذان لبعض الأمور المحتاج إليها (فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ) فإن إعطاء الإذن بيد الرسول ، إن شاء أذن وإن شاء لم يأذن (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ) أي اطلب لهم من الله الغفران ، فلعل الاستئذان كان عبثا لمحاولة الفرار عن الأمر الجامع فهم في معرض سخط الله الذي لا يدفعه إلا الاستغفار (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) يغفر الذنب (رَحِيمٌ) يتفضل على المؤمنين باللطف والرحمة ، وقد ورد أن هذه الآية نزلت في حنظلة ، وذلك أنه تزوج في الليلة التي كان في صبيحتها حرب أحد ، فاستأذن رسول الله أن يقم عند أهله فأنزل الله عزوجل هذه الآية ، فأقام عند أهله ثم أصبح وهو جنب فحضر القتال واستشهد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحائف فضة بين السماء والأرض ، فسمي غسيل الملائكة (١).
[٦٤] ومن جملة الآداب التي يلزم مراعاتها مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ما بينه سبحانه بقوله : (لا تَجْعَلُوا) أيها المسلمون (دُعاءَ الرَّسُولِ) نداءه عند
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٧ ص ٢٦.