مُبارَكَةً طَيِّبَةً كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦١) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ
____________________________________
سبحانه ، بأمره لكم أن تبدؤوا بها.
في حال كونها (مُبارَكَةً) أي لها البركة ، فإن السلام يوجب الزيادة في العلاقات ، مع ما له من الآثار الغيبية (طَيِّبَةً) لما فيها من طيب العيش بالتواصل والأجر الكبير ، وقد ورد أن في السلام والجواب مائة حسنة تسع وتسعون منها للمسلم وواحدة للمجيب ، وكما بين الله لكم هذه الأحكام (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ) أيها المسلمون (الْآياتِ) الدالة على الأحكام والآداب (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) أي لكي تعملوا عقولكم فتسعدوا في الحياة.
[٦٣] وإذ بين سبحانه علاقة المسلمين بعضهم مع بعض في المأكل ، والاجتماع والتحية ، وسائر ما تقدم بيّن الأدب اللازم رعايته مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم رئيس المسلمين الأعلى فقال : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) بأن اعتقدوا بالله ، وصدقوا بالرسول ، عن حقيقة وقلب ، لا بمجرد اللفظ (وَإِذا كانُوا مَعَهُ) أي مع الرسول (عَلى أَمْرٍ جامِعٍ) أي أمر يقتضي الاجتماع كالمشورة ، والحرب ، وما أشبه (لَمْ يَذْهَبُوا) من عنده (حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) أي يطلبوا الإذن من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في الذهاب والانصراف (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ) يا رسول الله (أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) إيمانا صادقا راسخا (بِاللهِ