لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ
____________________________________
إسراف (١). وقال الصادق عليهالسلام : هؤلاء الذين سمى الله عزوجل في هذه الآية يأكل بغير إذنهم من التمر والمأدوم وكذلك تطعم المرأة من منزل زوجها بغير إذنه (٢). وقال عليهالسلام في قوله «ليس عليكم جناح» : بإذن وبغير إذن (٣). (لَيْسَ عَلَيْكُمْ) أيها المسلمون (جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً) فليس على الإنسان بأس أن يأكل مع غيره أو منفردا ، وهذا بيان كيفية الأكل بعد ما بين سبحانه مكان الأكل ، فقد كان بعض الناس يتحرج أن يأكل الطعام وحده ، وأشتات جمع شتيت ، ومعناه المتفرق «و» إذ بين سبحانه كيفية الأكل ومكان الأكل جاء السياق لبيان بعض آداب البيوت عطفا على ما سبق من الآداب فقال (فَإِذا دَخَلْتُمْ) أيها المسلمون (بُيُوتاً) من تلك البيوت أو غيرها (فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) أي ليسلم بعضكم على بعض ، قال الصادق عليهالسلام : هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ثم يردون عليه فهو سلامكم على أنفسكم (٤) (تَحِيَّةً) منصوب على المصدر ، إذ هو بمعنى تسليما ، أي حيوا تحية وسلموا تسليما وأصل التحية أن الإنسان كان إذا رأى غيره قال «حياك الله» أو «لتحيى» والمعنى أن يبقى حيا ، حتى شرع الإسلام السلام ، وهو أفضل من التحية ـ بالمعنى المتقدم ـ إذ الحياة لا تلازم السلامة ، أما السلامة فهي تلازم الحياة مع الزائد ، ومن هناك سمي كل ترحيب يبدي به عند اللقاء ، بالتحية (مِنْ عِنْدِ اللهِ) أي أنها تحية جاءت من عنده
__________________
(١) فقه القرآن : ج ٢ ص ٣٣.
(٢) الكافي : ج ٦ ص ٢٧٧.
(٣) وسائل الشيعة : ج ٢٤ ص ٢٨٣.
(٤) وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٨١.