تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (١) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (٢)
____________________________________
[٢] (تَبارَكَ) هو من باب التفاعل ، من البركة ، إما بمعنى تكاثر خيره ، أو من البروك ، بمعنى الاستقرار ، أي دام وثبت (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ) أي القرآن ، وسمي فرقانا لأنه المفرق بين الحق والباطل (عَلى عَبْدِهِ) محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (لِيَكُونَ) الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (لِلْعالَمِينَ) أي جميع عوالم العقلاء من الإنس والجن في الأجيال المختلفة والأصقاع المختلفة (نَذِيراً) أي منذرا عن المعاصي والكفر والآثام ، وإنما ذكر هذا الوصف ، لأن التنقية عن الشرك والمعاصي مقدم على التحلية بالإيمان والطاعات.
[٣] (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو المالك ، وحق للمالك أن يشرع ، كما أن المالك أعرف بما يصلح مملوكه من غيره ، فهو أحسن نظاما وخير دينا من غيره (وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) كما زعمت اليهود والنصارى والمشركون جعلوا عزيرا والمسيح والملائكة أولاد الله تعالى (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ) تعالى (شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) يشاركه في الكون ، كما زعم المشركون ، حيث جعلوا الأصنام آلهة شريكة لله سبحانه (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) فله الخلق ، كما أن له الملك ، وصرح بذلك لعدم التلازم بينهما (فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) حسب الحكمة والصلاح ، أي وضع لكل شيء حدا في الكيفية والكمية ومدة البقاء إلى غير ذلك من الأمور