وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (٢٠) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (٢١) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ
____________________________________
أنفسهم في اطار الآباء ، كان العهد مستقرا عليهم ، وهذا هو السر في أخذ الأمم بما يفعله الآباء أو الكبراء ، فإن الالتزام بالإطار ، التزام بما يكون فيه ، ويدور في حلقته (وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ) ، أي العهد الأكيد ، الذي أخذه سبحانه منهم بالإيمان بالله ورسله ، والميثاق مشتق من «وثق» كأنه يوجب ثقة كل جانب بالآخر ، إذا أبرم العهد.
[٢٢] (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) فكل ما أمر الله بصلته ، والاتصال به من الأنبياء عليهمالسلام والمرسلين ، وعبادة الصالحين ، والأعمال الحسنة ، والعبادات وغيرها ، أنهم يصلون به ، ويتصلون إليه ، اتصالا قلبيا ، أو لسانيا ، أو عمليا ، وذلك موجب للانقطاع عما أمر الله به أن يقطع بالتلازم (وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) فلا يخالفونه بالعصيان ، ولعل المراد بالأول الإطاعة ، وبهذا العصيان (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) ليس المراد الظلم ، فإن الله سبحانه لا يظلم ، وإنما المراد العدل ، فإن الحساب لو كان عادلا ـ ولم يجر على مقتضى الفضل ـ أساء إلى الذي يحاسب ، ولذا سمي سوءا.
[٢٣] (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ) هذا ، وإن كان داخلا في «يصلون» إلا أنه ذكر خاصا لأهميته ، وهكذا الفقر التالية ، فقد جمعت الآيتان السابقتان المبدأ والمعاد والشؤون المتوسطة بينهما ، فالمبدأ ذكر ب «الذين يوفون» والمعاد ب «ويخافون» وما بينهما ب «الذين يصلون» ثم أن الصبر على ثلاثة أقسام : صبر على الطاعة بأن يصبر الإنسان على أن