وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
____________________________________
يطيع ، وصبر على المعصية ، بأن يأخذ الشخص زمام شهوته عند المعصية ، وصبر على المصيبة ، بأن لا يجزع الإنسان عند نزول كارثة به من فقر أو مرض ، أو ما أشبه ، ثم اللازم ، أن يكون الصبر لأجله سبحانه ، لا لانتهاز أمور دنيوية ، وإلا فلا قيمة له ، (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) داوموا عليها باستمرار ، (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ) من كل شيء رزقوا ، وإنفاق كل شيء بحسبه ، فإنفاق العلم بذله ، وإنفاق الجاه قضاء الحوائج ، وإنفاق المال إعطائه ، وإنفاق الساسة ، إدارة الأمور ، وهكذا (سِرًّا وَعَلانِيَةً) أي في جميع الأوقات والأحوال ، فإن مثل هذا الإنسان ، هو الذي ينفق في سبيل الله تعالى ، ويكون الإنفاق مقصده ، لا الرياء والسمعة ، وما أشبه (وَيَدْرَؤُنَ) أي يدفعون بسبب الحسنة (السَّيِّئَةَ) إما بمعنى أنهم إذا ساءوا ، وفعلوا شيئا من المعاصي ، فعلوا بعد ذلك بعض الحسنات ، فإن الحسنة تمحي السيئة ، قال سبحانه : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) (١) وروي أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لمعاذ بن جبل إذا عملت سيئة ، فاعمل بجنبها حسنة تمحها (٢). وإما المراد أنهم إذا أساء إليهم أحد لم يسيئوا إليه ، بل يحسنون إليه ، وهذا غاية الفضيلة ، كما في دعاء مكارم الأخلاق ، للإمام السجاد عليهالسلام «اللهم صل على محمد وآل محمد ، وسددني لأن أعارض من غشني بالنصح ، وأجزي من هجرني بالبر ، وأثيب من
__________________
(١) هود : ١١٥.
(٢) راجع وسائل الشيعة : ج ١٦ ص ١٠٤.