أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (٢٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (٢٣) سَلامٌ عَلَيْكُمْ
____________________________________
حرمني بالبذل ، وأكافي من قطعني بالصلة ، وأخالف من اغتابني إلى حسن الذكر» (١) (أُولئِكَ) المتصفون بهذه الصفات (لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) أي عاقبة الجنة ، فإنهم يدخلونها خالدين فيها.
[٢٤] ثم فسر سبحانه «الدار» بقوله (جَنَّاتُ عَدْنٍ) أي بساتين إقامة من عدن بالمكان بمعنى أقام فيه إقامة طويلة ، وفي الأحاديث أنها جنات خاصة ، فإن كلا من فردوس ، وعدن ، وما أشبههما ، اسم لجنة خاصة من الجنان الكثيرة (يَدْخُلُونَها) أي يدخلها هؤلاء المتصفون بتلك الصفات (وَ) يدخلها (مَنْ صَلَحَ) أي من كان صالحا قولا وعملا وعقيدة (مِنْ آبائِهِمْ) الأبوين والأجداد (وَأَزْواجِهِمْ) زوج المرأة ، وزوج الرجل ، أو الأعم من ذلك ، ومن سائر الأقران ، فإن الزوج يطلق على المثل ، كما قال سبحانه ، (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ) (٢) (وَذُرِّيَّاتِهِمْ) أولادهم مهما نزل ـ وهذه نعمة كبيرة ، أن يتنعم الإنسان بهؤلاء في الجنة ـ (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) من أبواب الجنة قائلين.
[٢٥] (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) يحيونهم بالسلام تكريما لهم ، ومعنى السلام ، أن تكونوا سالمين من الآفات ، والجنة وإن كانت محل النعيم والراحة ،
__________________
(١) الصحيفة السجادية : دعاء رقم ٢٠ المسمى بدعاء مكارم الأخلاق.
(٢) ص : ٥٩.